الأحد، 12 فبراير 2017

حضارة الكنعانيون

حضارة الكنعانيون
الكنعانيون
الكنعانيون شعوب استوطنت سواحل سورية حوالي الألف الثالث قبل الميلاد ـ وربما قبل ذلك ـ واستقرت في الشريط الساحلي والجزء الشمالي والغربي من البلاد، وأسست فيه حضارات ومدن وممالك كمملكة إبلا، ومملكة يمحاض في حلب، ومملكة أوغاريت قرب اللاذقية، وأطلق تجار اليونان على الكنعانيين من سكان الساحل في جزيرة أرواد وجبيل وصيدا وصور اسم الفينيقيين.
http://www.discover-syria.com/image/300px/ds_2122.jpg
إبلا
تل مرديخ

المصطلح «كنعان» كإسم هو مصطلح جغرافي، فإن أول ذكر له ورد في نص اكتشف في 
تل مرديخ ويعود تاريخه إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، ومن المحتمل أن بلاد كنعان كانت تشمل الأجزاء الجنوبية الغربية من بلاد الشام. وهذا ينطبق على ما ورد في رسائل العمارنة، حيث وصفت السواحل الجنوبية لبلاد الشام، بدءاً من النهر الكبير الجنوبي ببلاد كنعان. لم يشكل الكنعانيون دولة موحدة، بل كانت لهم بضع دول في بلاد الشام. هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن الوثائق المكتوبة، التي اكتشفت في أوغاريت وتل العمارنة ومملكة بابل في عصر حمورابي ومدينة ماري، قد كتبت بلغة مشابهة هي اللغة الكنعانية، وهذا ما جعل كثيراً من العلماء يعتقدون أن القبائل، التي انتشرت في بلاد الشام خلال القرنين الأخيرين من الألف الثالث قبل الميلاد وانتقلت شرقاً إلى بابل كانت كنعانية. وحسماً للخلاف وإزالة كل غموض تبنى عدد من العلماء التسمية الجديدة: الكنعانيون/العموريون.

ويستدل من تعدد الممالك أن القبائل الكنعانية/العمورية، حينما استقرت في بلاد الشام وشكلت دولاً، قد حافظت على شخصيتها القبلية، ولم تحاول الاتحاد فيما بينها، ومما يلفت النظر أن الممالك الشمالية كانت أكبر وأكثر أهمية من الممالك الجنوبية. ومن أهم عواصم الممالك الشمالية المكتشفة:
ـ كركميش.
ـ 
يمحاض/حلب.
ـ 
مركيش/ألالاخ.
ـ أرشو.
ـ خشو.
ـ 
إيمار.
ـ 
مملكة ماري.
ـ 
إبلا.
ـ نوخشي نعيا
ـ نونيب
ـ 
قَطْنة
ـ كنزا/قادش
ـ 
عمورو
أوغاريت
- جبلا/بيبلوس

أما ممالك الجنوب؛ فكانت تتألف في معظمها من مدينة وأراض قليلة. وأهم هذه الممالك هي: بيروت، كوميدي، افه/
دمشق، دبو، عشتاروت، عكا، مجدو، يانوعمو، بيت شان، بيلا/فحيل، يافا، عسقلان، ليكيش/بحش، ييرو سالم/القدس.

1- مملكة مركيش/الألاخ: عاصمة هذه المملكة مدينة 
ألالاخ/تل عطشانة، الواقع على الضفة اليمنى لنهر العاصي في سهل العمق، لقد أمدتنا هذه المدينة بوثائق هامة، تتعلق بتاريخها وبتاريخ مملكة يمحاض، التي تبعت لها ألالاخ عشرات الأعوام. ومن ملوكها المعروفين الملكان ياريم ليم وعمي تاكوم، اللذان حكما خلال القرنين الثامن والسابع عشر قبل الميلاد، ويحتمل أن يكون تدمير المدينة قد تم على يد الملك الحثي «خاتوشيلي الأول» (النصف الثاني من القرن السابع عشر). بعد ذلك فقدت ألالاخ أهميتها كعاصمة مملكة وكمدينة إلى أن عاد إليها الملك «أدريمي» حوالي عام 1500 ق.م، فأعاد إليها قوتها وشهرتها وقد خلف قصراً ومعبداً ودار محفوظات، حوت على وثائق كبيرة، تتعلق بتاريخها وبعض الدول المجاورة. وخضعت هذه الدولة للحثيين كغيرها من دول بلاد الشام، منذ عام 1350ق.م تقريباً وحتى تدميرها هي والإمبراطورية الحثية على يد شعوب البحر عام 1200ق.م على وجه التقريب.

نشأت مدينة الألاخ عند مطلع الألف الثالث قبل الميلاد وازدهرت وتوسعت في الألف الثاني، وقد أُحيطت بسور دفاعي ضخم بني باللبن، وجعلت فيه الأبواب، التي كانت أهمها البوابة الرئيسية في الجهة الشمالية الغربية من المدينة والتي شيدت على أسلوب كنعاني لا مثيل له في بلاد ما بين النهرين ومصر.

تتألف البوابة من معبر طويل، تحصره ثلاثة أزواج من العضادات تحصر بينها ثلاث حجرات عرضانية مستطيلة، ويحيط بالمعبر برجان كبيران، فيها الحجرات والمحارس متوزعة على طابقين. وفي الجهة الشمالية كان يقوم قصر ياريم ليم، وهو قصر صغير بالمقارنة مع قصر ماري المعاصر، أبعاده 15×90م، بنيت جدرانه باللبن وكسبت قواعدها من الخارج ببلاطات بازلتية، لحمايتها من عوامل الحت، وسقف القصر بالخشب، الذي أسند على أعمدة خشبية ارتكزت على قواعد حجرية. ويتوسط القصر قاعة كبيرة في وسطها موقد وهي تفصل بين الجناح الإداري في الشمال والجناح السكني في الجنوب، ويتألف الجناح الإداري من طابقين، في الأرضي منها، قاعة الاستقبال وتحيط بها ثلاث حجرات للموظفين ومرحاض، ويُصعد إلى الدور الثاني بوساطة درج داخلي في زاوية القصر الشمالية. أما جناح السكن، فكانت فيه ثلاثة طوابق، يضم الطابق الأرضي المستودعات والمطابخ والأفران والثاني والثالث حجرات للسكن والنوم وقاعات الاستقبال. ويجاور القصر من الجهة الجنوبية الغربية، المعبد، الذي كان يضم حرماً مربع الشكل يتقدمه رواق. هذا بالنسبة لفن العمارة أما بالنسبة للفنون الأخرى، فقد ازدهرت صناعة الأواني الفخارية الملونة والمزوقة، إلى جانب فن النحت، الذي بقي منه بعض التماثيل كتماثل إدريمي أو رأس الملك ياريم ليم.

2- 
مملكة إيمار: وهي مدينة مسكنة التي غمرتها مياه الفرات، وقد وجد فيها رُقم مسمارية تعود إلى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد وكانت بحكم موقعها تتمتع بأهمية تجارية؛ فكانت تتاجر مع مملكة ماري وبابل ويمحاض. وفي القرن التاسع عشر قبل الميلاد، أخضعها ملك ماري «يخدون ليم» وبعد وفاته خضعت لحلب حتى سقوطها، وقد كشفت التتبعات فيها عن وجود معبدين متجاورين بنيا وفق مخطط واحد. خصص المعبد الجنوبي لعبادة الرب بعل والشمالي لعبادة الربة عشتار.
http://www.discover-syria.com/image/300px/ds_45.jpg
مملكة ماري

3- 
مملكة ماري: انطلقت قبائل الكنعانيين/العموريين من ماري إلىبلاد بابل وسومر وآشور بعد أن تجمعت بها، قادمة من البادية الشامية، وقد اشتهر من ملوكها يخدون ليم وزمري ليم فقط، وقد اشتهر هذا الأخير بالبناء وجعل من قصر ماري الشهير، درة العمارة الكنعانية/العمورية ويضم نحو 300 غرفة وقاعة وباحة وللقصر باب واحد، يحيط به برجان ويتقدمه درج حجري، تليه مجموعة باحات صغيرة، تربط بينها ممرات متعرجة، تؤدي إلى الباحة التي تتوسط الجناح الإداري وتنفتح عليها قاعة العرش. ومن هذه الباحة يمكن الوصول إلى كافة أجنحة القصر وهي: مسكن أسرة الملك، المستودعات، أماكن الحرس، مسكن الخدم، ثم المدرسة ودار المحفوظات. إن ما يلفت النظر في هذا القصر، النقوش البديعة وحدائقه المزروعة بأشجار النخيل وقد اكتشفت في الباحة مجموعة تماثيل، أهمها تمثال إيشتوب-إيلوم، حاكم ماري.

4- 
مملكة إبلا: خضعت إبلا لصارغون الأكادي، عندما أسس إمبراطوريته، واستطاع فيما بعد نارام سين (2260-2223ق.م)، أن يغير خريطة بلاد الشام السياسية باحتلاله إبلا. أُحيطت مدينة إبلا بسور دفاعي، شكله شبه منحرف غير منتظم، وهو عبارة عن حاجز ترابي، شديد الانحدار نحو الخارج ومعتدل نحو الداخل، فيه عدد من الأبراج الدفاعية. ارتفاعه الحالي 20م وسماكته عند القاعدة حوالي 50م. وفي السور أربع بوابات، ومن المرجح أن البوابة الجنوبية الغربية هي الرئيسة، وقد قسمت إلى ثلاثة مقاطع وحصنت بالأبراج كبوابات المدن الكنعانية. ولقد بنيت البيوت من اللبن، ويتألف البيت من ممشى وتليه باحة داخلية مستطيلة الشكل غير مسقوفة، ثم حجرتان قبالة الممشى، وكان المعبد مقسماً إلى ثلاث فسحات: أمامية للاستقبال ووسطى، ثم الحرم أو المصلى. واحتوى القصر الملكي على مدفن، وجد فيه بعض قطع الأثاث والحلي الذهبية وصولجان رأسه من الحجر كروي الشكل، وتغطي بضعة سنتمترات من خمسه قطعة أسطوانية برونزية مصرية الصنع، مما يدل على وجود علاقات بين البلدين.

5- 
قطنة: هي تل المشرفة في محافظة حمص. وقد كشفت التنقيبات. التي أُجريت في الأعوام 1924-1927-1929 عن سورها الترابي وهو مربع الشكل طول ضلعه 1600م وارتفاعه 15-20م وسماكة قاعدته 42م ويحيط به خندق سحيق، وفي المدينة معبد (نين جال) ربة قطنة، بني وفق أسلوب المعابد الكنعانية. جدرانه من اللبن وسقفه من الخشب، كما ضمت المدينة القصر ويحتوي على الباحة وجناح السكن الملكي، الجناح الإداري، قاعات الاستقبال، وقد عُثِر في المعبد على تمثال صغير لأبي الهول، مهشم، مما يدل على العلاقات الجيدة بين البلدين.

6- مملكة كنزا/قادش: أو تل النبي مند على الطرف الجنوبي لبحيرة قطينة، وقد سيطرت هذه المملكة على الأراضي الممتدة من حمص شمالاً، حتى سهل القاع جنوباً، ومن البادية شرقاً حتى سهل البقيعة غرباً، ومن البادية شرقاً حتى سهل البقيعة غرباً، وقد سعى كل من المصريين والحثيين للسيطرة عليها بسبب أهمية موقعها وسيطرته على طرق المواصلات بين شمال بلاد الشام وجنوبها.

7- مملكة عمورو: وهي دولة صغيرة، سيطرت على السهول الممتدة حول نهري الكبير الجنوبي والأبرش. وعلى المنطقة الساحلية من 
طرطوس حتى البترون وكانت عاصمتها «سيميرا/حمورو»، من أشهر ملوكها «عبد عشيرته» مؤسس السلالة الحاكمة وعزيرو. خضعت هذه المملكة للفراعنة والحثيين إلى أن قضت عليها موجات شعوب البحر.
http://www.discover-syria.com/image/300px/ds_13983.jpg
أبجدية أوغاريت

8- 
مملكة أوغاريت: منذ نهاية القرن السادس عشر، أصبحت مدينة أوغاريت المركز الحضاري الأهم في بلاد الشام وبقيت كذلك حتى تدميرها عام 1200ق.م، وقد تعاقب على حكمها تسعة ملوك كان من بينهم عم شتمر وأبرزهم نقم هدد الثاني،الذي عقد معاهدة مع الحثيين. كانت مدينة أوغاريت محصنة، تنتشر المعابد والقصور والبيوت على جوانب شوارعها المستقيمة الرئيسية والفرعية. وقد اكتُشف في المدينة القصر الملكي والمعابد، كمعبد الإله بعل ومعبد الإله دجن. هذا بالإضافة إلى مسكن كبير للكهنة وجدت فيه الرقم، التي كُتبت عليها أساطير الأدب الكنعاني وأشعاره، كما وجد أيضاً العديد من المدافن، بنيت بأسلوب واحد وهي عبارة عن حفرة تحت أرض القصر أو البيت، بنيت فيها بالحجارة، حجرة الدفن على شكل هرمي أو مخروطي. ومن أهم هذه المدافن، مدافن القصر الملكي والقصر الصغير.


حضارة/الكنعانيون

حضارة مملكة سبأ

حضارة مملكة سبأ:
مملكة سبأ هي مملكة قديمة امتدت من شواطيء البحر الاحمر و الحبشة وضمت جنوب جزيرة العرب حيث تقع اليمن في أيامنا هذه واستمرت حتى استيلاء الدولة الحميرية عليها في اواخر القرن الثالث بعد الميلاد، بدأت المملكة بالازدهار حوالي القرن الثامن ق.م.
اشتهرت سبأ بغناها وقد تاجرت بالعطور والدرر و البخور و اللبان . وقد ذكر انتاجها للعطور في عدة مصادر مثل العهد القديم والإنياذة. وقد ذكرت سبأ في القرأن الكريم ولها سورة بأسمها فيه ، وذلك لكثرة القصص عنها ، وأشهرها قصة بلقيس بسليمان عليه السلام ، وقصة السد العظيم وسيل العرم.
التاريخ:
نشأت مملكة سبأ قبل القرن العاشر ق.م وكانت عاصمتها مدينة مأرب، وقد تمكن ملوكها حوالي منتصف القرن الثامن ق.م من بناء السد المشهور بسد مأرب ومن انشاء علاقات تجارية مع شواطئ افريقيا ومع بلدان بعيدة مثل الهند وبلاد اليونان، كما استوطن السبأيون مناطق في افريقيا وانشأوا فيها ممكلة خاضعة لهم عرفت باسم «مملكة الأكسوم».
يعتقد ان السبأيون عاشوا شمال اليمن في صحراء الجزيرة العربية ومن ثم هاجروا واستقروا في اليمن واختلطوا بالمعينيين سكنة اليمن القدماء وثم تمكنوا من الاستيلاء على السلطة.
بقي تاريخ نشوء حضارة سبأ موضع خلاف حتى الآن، فالسبئيون لم يشرعوا بكتابة تقاريرهم الحكومية حتى سنة 600 قبل الميلاد، لذلك لا يوجد أي سجلات سابقة لهذا التاريخ، ويعتقد أن السبأيون قد أسسوا مجتمعهم ما بين 1100-1000 قبل الميلاد، وانهارت حضارتهم حوالي 550 بعد الميلاد، بسبب الهجمات التي دامت قرنين والتي كانوا يتعرضون لها من جانب الفرس والدولة الحميرية.
يعود أقدم المصادر التي تشير إلى قوم سبأ إلى سجلات الملك سيرجون الثاني الآشوري الحربية (722-705 قبل الميلاد)، في تلك السجلات يشير الملك الآشوري في سجلاته التي دون فيها الأمم التي كانت تدفع له الضرائب إلى ملك سبأ "إيت عمارا". هذا أقدم مصدر يشير إلى الحضارة السَّبئية، إلا أنه ليس من الصواب أن نستنتج أن هذه الحضارة قد تم إنشاؤها حوالي 700 قبل الميلاد فقط اعتماداً على هذا المصدر الوحيد، لأن احتمال تشكل هذه الحضارة قبل ذلك وارد جداً، وهذا يعني أن تاريخ سبأ قد يسبق هذا التاريخ. ورد في نقوش أراد نانار، أحد ملوك مدينة أور المتأخرين، كلمة "سابوم" والتي تعني "مدينة سبأ" [1]، وإذا صح تفسير هذه الكلمة على أنها مدينة سبأ، فهذا يعني أن تاريخ سبأ يعود إلى 2500 قبل الميلاد.
تقول المصادر التاريخية التي تتحدث عن هذه الحضارة: إنها كانت أشبه بالحضارة الفينيقية، أغلب نشاطاتها تجارية، لقد سيطر هؤلاء القوم على الطرق التجارية التي تمر عبر شمالي الجزيرة، كان على التجار السبئيين أن يأخذوا إذناً من الملك الآشوري سيرجون الثاني حاكم المنطقة التي تقع شمالي الجزيرة، إذا ما أرادوا أن يصلوا بتجارتهم إلى غزة والبحر المتوسط، أو أن يدفعوا له ضريبة على تجارتهم، وعندما بدأ هؤلاء التجار بدفع الضرائب للملك الآشوري دُوِّنَ اسمُهُم في السجلات السنوية لتلك المنطقة. 
يعرف السبئيون من خلال التاريخ كقوم متحضرين، تظهر كلمات مثل "استرجاع"، "تكريس"، "بناء"، بشكل متكرر في نقوش حكامهم، ويعتبر سد مأرب الذي كان أحد أهم معالم هذه الحضارة، دليلاً واضحاً على المستوى الفني المتقدم الذي وصل إليه هؤلاء القوم؛ إلا أن هذا لا يعني أنهم كانوا ضعفاء عسكرياً، فقد كان الجيش السبئي من أهم العوامل التي ضمنت استمرار هذه الحضارة صامدة لفترة طويلة.
كان الجيش السبئي من أقوى جيوش ذلك الزمان، وقد ضمن لحكامه امتداداً توسعياً جيداً، فقد اجتاحت سبأ منطقة القتبيين، وتمكنت من السيطرة على عدة مناطق في القارة الإفريقية، وفي عام 24 قبل الميلاد وأثناء إحدى الحملات على المغرب، هزم الجيش السبئي جيش ماركوس إيليوس غالوس الروماني الذي كان يحكم مصر كجزء من الإمبراطورية الرومانية التي كانت أعظم قوة في ذلك الزمن دون منازع، يمكن تصوير سبأ على أنها كانت بلاداً معتدلة سياسياً، إلا أنها ما كانت لتتأخر في استخدام القوة عند الضرورة.. لقد كانت سبأ بجيشها وحضارتها المتقدمة من " القوى العظيمة" في ذلك الزمان.
لقد ورد في القرآن ذكر جيش سبأ القوي، وتظهر ثقة هذا الجيش بنفسه من خلال كلام قواد الجيش السبئي مع ملكتهم كما ورد في سورة النمل:
(
قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) (النمل: 33).
كانت مأرب هي عاصمة سبأ، وكانت غنية جداً، والفضل يعود إلى موقعها الجغرافي، كانت العاصمة قريبة جداً من نهر الدهنا الذي كانت نقطة التقائه مع جبل بلق مناسبة جداً لبناء سد، استغل السبئيون هذه الميزة وبنوا سداً في تلك المنطقة حيث نشأت حضارتهم، وبدؤوا يمارسون الري والزراعة، وهكذا وصلوا إلى مستوى عال جداً من الازدهار. لقد كانت مأرب العاصمة من أكثر المناطق ازدهاراً في ذلك الزمن. أشار الكاتب الإغريقي بليني الذي زار المنطقة وأسهب في مدحها إلى وقال أنها أراضي واسعة وخضراء.
مملكة سبأ هي الأقدم من بين الممالك اليمنية القديمة فتاريخ سبأ هو في الحقيقة سنادالتاريخ اليمني القديم وعموده, ودولة سبأ في العصر الأول, هي أكبر وأهم تكوين سياسيفيه, وما تلك الدول التي تذكر معها سوى تكوينات سياسية كانت تدور في الغالب فيفلكها, ترتبط بها حيناً وتنفصل عنها حيناً آخر, مثل دول معين وقتبان وحضرموت, أوتندمج معها لتكون دولة واحدة مثل حمير, والتي لقب ملوكها بملوك سبأ وذوريدان, وذوريدان هم حمير, وأرض سبأ في الأصل هي منطقة مأرب , وتمتد إلى الجوف شمالاً, ثمما تلاها من المرتفعات والهضبات إلى المشرق, مثل مناطق أرحب وخولان وقاع صنعاء وقاعالبون. كان موقع مأرب عاصمة مملكة سبأ في وادي سبأ على مشارف الصحراء يسيطر علىطريق التجارة المهم المعروف بطريق اللبان. 

وقد وصفت أرض (شبا) (سبأ) فيالتوراة بأنها كانت تصدر اللبان وكانت ذات تجارة, وأن تجارها كانوا يتاجرون معالعبرانيين, واشتهرت قوافلها التجارية التي كانت ترد محملة بالأشياء النفيسة, وتبينمن المواضع التي ورد فيها ذكر السبئيين في التوراة أن معارف العبرانيين عنهم قدحصلوا عليها من اتصالهم التجاري معهم. 
جاء في وصف حديث للمدينة ( مأربوسبأ) والمنطقة المجاورة ما يأتي: (وهناك وهدة واسعة وبالأحرى سلسلة من الوهادالمتقاربة على طول (160) ميلاً إلى الشمال والشمال الشرقي من بلاد اليمن, ويفصل هذهالوهاد عن هضبة صنعاء والمناطق الفاصلة من (نهم وبلاد خولان) ويمتد هذا المنخفضالكبير غير المنتظم من الشمال إلى الجنوب منحدراً من هضبة اليمن بما فيها عسير, ويحاذيه من الشرق الكثبان العالية من الصحراء الشرقية الكبرى, ويدعى القسم الجنوبيمن ذلك المنخفض بالجوف (ويدعى كثيراً بجوف اليمن) وقد كان مركزاً لحضارة السبئيينوالمعينيين قديماً. وسبأ أرض اليمن مدينتها مأرب بينها وبين صنعاء مسير ثلاثةأيام.ورد اسم سبأ دون غيرها من الممالك اليمنية القديمة في القرآن الكريمفي سورة النمل وفي سورة تحمل اسمها (سورة سبأ), وهو بذلك أول مصدر يعتد به فيالحديث عن مملكة سبأ وقومها وما كانوا عليه من ديانة وأوضاع اجتماعية.
__________________
الملكة بلقيس
نسبها:                                                                       
تنسب الملكة بلقيس إلى الهدهاد بن شرحبيل من بني يعفر [1][1]، و هناك اختلاف كبير بين المراجع التاريخية في تحديد اسم ونسب هذه الملكة الحِمْيَرية اليمانية، كما أنه لا يوجد تأريخ لسنة ولادتها ووفاتها. 
حُكمها:
كانت بلقيس سليلة حسبٍ و نسب، فأبوها كان ملكاً، و قد ورثت الملك بولاية منه؛ لأنه على ما يبدو لم يرزق بأبناء بنين. لكن أشراف وعلية قومها استنكروا توليها العرش وقابلوا هذا الأمر بالازدراء و الاستياء، فكيف تتولى زمام الأمور في مملكة مترامية الأطراف مثل مملكتهم امرأة[2][2]، أليس منهم رجلٌ رشيد؟ و كان لهذا التشتت بين قوم بلقيس أصداء خارج حدود مملكتها، فقد أثار الطمع في قلوب الطامحين الاستيلاء على مملكة سبأ، ومنهم الملك "عمرو بن أبرهة" الملقب بذي الأذعار. فحشر ذو الأذعار جنده و توجه ناحية مملكة سبأ للاستيلاء عليها و على ملكتها بلقيس، إلا أن بلقيس علمت بما في نفس ذي الأذعار فخشيت على نفسها، واستخفت في ثياب أعرابي ولاذت بالفرار. و عادت بلقيس بعد أن عم الفساد أرجاء مملكتها فقررت التخلص من ذي الأذعار، فدخلت عليه ذات يوم في قصره و ظلت تسقيه الخمر وهو ظانٌ أنها تسامره وعندما بلغ الخمر منه مبلغه، استلت سكيناً و ذبحته بها[3][3]. إلا أن رواياتٍ أخرى تشير إلى أن بلقيس أرسلت إلى ذي الأذعار وطلبت منه أن يتزوجها بغية الانتقام منه، وعندما دخلت عليه فعلت فعلتها التي في الرواية الأولى[4][4]. وهذه الحادثة هي دليلٌ جليّ وواضح على رباطة جأشها وقوة نفسها، وفطنة عقلها وحسن تدبيرها للأمور، وخلصت بذلك أهل سبأ من شر ذي الأذعار وفساده.
وازدهر زمن حكم بلقيس مملكة سبأ أيمّا ازدهار، واستقرت البلاد أيمّا استقرار، وتمتع أهل اليمن بالرخاء و الحضارة والعمران والمدنية. كما حاربت بلقيس الأعداء ووطدت أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة. ومما أذاع صيتها و حببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب الذي كان قد نال منه الزمن وأهرم بنيانه وأضعف أوصاله[5][5]. وبلقيس هي أول ملكة اتخذت من سبأ مقراً لحكمها. 

قصة بلقيس في القرآن:
ورد ذكر الملكة بلقيس في القرآن الكريم، فهي صاحبة الصرح المُمَرد من قوارير وذات القصة المشهورة مع النبي سليمان بن داود - عليه السلام - في سورة النمل.
وقد كان قوم بلقيس يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص، و كانوا يتقربون إليها بالقرابين، و يسجدون لها من دون الله، و هذا ما لفت انتباه الهدهد الذي كان قد بعثه سليمان - عليه السلام- ليبحث عن موردٍ للماء. و بعد الوعيد الذي كان قد توعده سليمان إياه لتأخره عليه بأن يعذبه إن لم يأت بعذرٍ مقبول عاد الهدهد و عذره معه أحطت بما لم تحط به و جئتك من سبأ بنبأ يقين[6][6]، فقد وجد الهدهد أن أهل سبأ على الرغم مما آتاهم الله من النعم إلا أنهميسجدون للشمس من دون الله[7][7].
فما كان من سليمان –عليه السلام- المعروف بكمال عقله وسعة حكمته إلا أن يتحرّى صدق كلام الهدهد، فقال: " سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين"[8][8]، وأرسل إلى بلقيس ملكة سبأ بكتابٍ يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله والإنابة والإذعان، وأن يأتوه مسلمين خاضعين لحكمه وسلطانه، ونصه "إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين" [9][9]. 
رجاحة عقل بلقيس، و بليغ حكمتها، و حسن مشاورتها:

حضارة/سبأ
إن الملكة بلقيس ما كان لها هذا الشأن العظيم لولا اتصافها برجاحة العقل و سعة الحكمة و غزارة الفهم. فحسن التفكير و حزم التدبير أسعفاها في كثيرٍ من المواقف الصعيبة والمحن الشديدة التي تعرضت لها هي ومملكتها؛ و منها قصتها مع الملك ذي الأذعار الذي كان يضمر الشر لها و لمملكتها، ولكن دهاءها وحنكتها خلصاها من براثن ذي الأذعار و خلص قومها من فساده و طغيانه و جبروته. 
كما أنها عرفت بحسن المشاورة إلى جانب البراعة في المناورة، فهي لم تكن كبقية الملوك متسلطة في أحكامها، متزمتة لآرائها، لا تقبل النقاش أو المجادلة، بل كانت كما أجرى الله على لسانها .



حضارة شبه القارة الهندية

حضارة شبه القارة الهندية

http://elnaharda.com/wp-content/uploads/2016/02/TAJ-MAHAL-INDIA3-771x512.jpg
في جنوب القارة الآسيوية.. تتكون من ثمانى وعشرين ولاية والتى تنقسم بدورها لعدة مناطق.. ستة أقاليم اتحادية، وإقليم العاصمة الوطنية دلهي. ولكل ولاية طابع خاص.. أرضها حملت تاريخاً عريقاً وحضارات قديمة وكثيراً من المتناقضات.. إنها الهند التي عرفناها ونعرفها جيداً..
تمتد سواحلها لأكثر من 7000 كم تحدها كل من باكستان وأفغانستان من الشمال الغربي، والصين ونيبال وبوتان شمالاً وبنجلاديش وميانمار شرقاً. كما تحاذيها جزر المالديف من الجنوب الغربي بالمحيط الهندى، وكل من سريلانكا وأندونيسيا من الجنوب الشرقي. تعد الهند ثاني أكبر البلدان في العالم من حيث تعداد السكان ويزيد على المليار ومئة مليون نسمة كما تحتل المرتبة السابعة من حيث المساحة.
مهد الحضارات القديمة..
نشأت علي أرضها أولى الحضارات التى شهدها العالم القديم كما كانت مركزاً للعديد من الطرق التجارية المهمة عبر التاريخ، قامت على أرضها أيضاً عدة ديانات منها الهندوسية، البوذية، الجانية والسيخية. وكانت في الماضي درة التاج البريطاني قبل أن تستقل عنها عام 1947م، شهدت الهند نمواً متزايداً بميدان الاقتصاد خلال السنوات الأخيرة وأصبحت تلعب دوراً كبيراً في المنطقة والعالم.
في بيمبتكا بماديا براديش، توجد بعض الملاجئ الصخرية عليها رسومات قديمة تعود للعصر الحجري وتعد من أقدم الدلائل على التواجد الإنساني بالهند. ظهرت أولى المستوطنات البشرية الدائمة منذ حوالي 9,000 سنة، وعرفت هذه الحضارات الأولى باسم حضارات وادي السند والتي شهدت عصرها الذهبي أثناء الفترة من 2,600 ق.م حتى 1،900 ق.م.
منذ القرن الخامس قبل الميلاد، تشكلت عدة ممالك مستقلة. أهمها مملكة ماوريا والتي نشأت بشمال البلاد ووحد ملوكها بلاد الهند لأول مرة. اشتهر من بينهم أشوكا بعد أن تحول للديانة البوذية. وفى بداية 180 ق.م، توالت الغزوات القادمة من آسيا الوسطى، وتوالت معها الممالك المختلفة الهندية والإغريقية، والهندية-البارتية، وأخيراً مملكة «كوشان». منذ القرن الثالث الميلادى، حلت سلالة «كوبتا» وأزهى عصور الهند. أما الجنوب، فقد شهد قيام ممالك عديدة منها تشالوكياس، تشيراس وغيرهم وازدهرت خلال حكمهم العلوم والفنون
والرياضيات والفلك والهندسة والفلسفة.
بعدها، بدأت الجيوش الإسلامية محاولاتها الأولى لفتح الهند مع الحكم الأموى لتمتد رقعة الدولة الإسلامية حتى حدود نهر السند.وفي القرن السادس عشر، كانت نقطة التحول وقدوم المغول الذىن أسسوا حضارة جديدة امتزجت بها الثقافتان الهندية والإسلامية. علي حين ظل أقصى الجنوب بمعزل عن التطورات السياسية للقارة الهندية.
شهد الكيان الهندي العديد من النزاعات الطائفية والانتفاضات الشعبية بسبب تعدد الطوائف والمذاهب العرقية باستثناء فترة قصيرة من 1975-1977 حيث تم الإعلان عن حالة الطوارئ أثناء حكم أنديرا غاندي وأصبحت الهند دولة ديمقراطية علمانية. وللهند عدد من النزاعات الحدودية مع الصين، على إثرها، دخل البلدان في صراع مسلح قصير عام 1962م، كما شهدت أيضاً نزاعات مع باكستان وثلاث حروب، 1947، 1965 و1971م.
الطبيعة في تناقض..
تشكل سلسلة جبال الهملايا أغلب تضاريس الولايات الشمالية والشرقية للهند. أما باقى الولايات الشمالية الوسطى والشرقية فتضم سهول خصبة «السند-كنج». وتمتد صحراء «تار» بشرق الهند على مقربة من الحدود الباكستانية. أما المناطق الجنوبية من البلاد تتشكل في أغلبها من هضبة الدكن وتحيط بها سلسلتان من السواحل كثيرة التلال وهى «كات الغربية» و«كات الشرقية» وتنساب بها الأنهار الكبيرة منها الكنج، براهمابوترا، يامونا، غوداواري وكريشنا. ولعل هذه الأنهار هى السبب الأول في خصوبة السهول الشمالية ورواج النشاط الزراعي للبلاد. يختلف المناخ من استوائي جنوباً إلى معتدل شمالاً. كما يسود مناخ قاس، يعرف بالـ«تندرا» بالمناطق الشمالية القريبة من جبال الهملايا وتتساقط الأمطار بغزارة أثناء هبوب الريح الموسمية.
أرض الفنون والثقافات..
الهندوسية هى أكثر الديانات انتشاراً وتأخذ الممارسات الدينية طابعاً عاماً وتتم في شكل احتفاليات مليئة بالألوان من أشهرها طقوس ديوالي، هولي، ودوسيرا كما يحتفل الجميع بموسم الحصاد «بونغال» بولاية تاميل نادو. الموسيقى الهندية منوعة منها التقليدية، الكارناتيك المنتشرة بالجنوب والهندوستاني المنتشرة شمالاً بجانب الموسيقى التقليدية التى تكسب الأفلام السينمائية الهندية طابعها الخاص. كما توجد لكل منطقة أنواع محلية من الموسيقى. كان الأدب الهندي يتم تناقله بطريقة شفوية ثم تم تدوينه للحفاظ علي التراث الأدبى والثقافى. جاءت أغلب المصادر من الكتابات الهندية القديمة على غرار الكتب المقدسة كالـ«فيدا» وملاحم «ماهابهاراتا» و«رامايانا». يعتبر أدب «السانغام»، وهو نوع من الأدب تعرف به منطقة التاميل نادو من أقدم أنواع الآداب العامية في الهند. كما شهدت الهند مؤخراً طفرة أدبية إذ برز بها العديد من الكتاب يغلب علي كتاباتهم استعمال اللغتين الهندية والإنجليزية، ويعد «رابندرانات طاغور» الحائز على جائزة نوبل للآداب والذى يكتب باللغة البنغالية أشهرهم على الإطلاق.


الحضارة/شبه/الهندية

حضارة مصر القديمة

حضارة مصر القديمة
 مصر " أم الدنيا " هي تلك الدولة العربية التي تقع في اقصى الشمال الشرقي لقارة افريقيا , والتي تطل على البحر الابيض المتوسط من جهة الشمال , وعلى البحر الاحمر من جهة الشرق , ويفصلها عن قارة اسيا قناة السويس . تعرف مصر بأنها تحتوي على أقدم الحضارات على وجه الارض , فما هي هذه الحضارات ؟ ولماذا سكنت مصر ؟ وما هي بقايا هذه الحضارات وآثارها؟ هذا ما سنتحدذ عنه الان .
 منذ القدم كانت الناس تهاجر الى مصر بسبب وجود نهر النيل فيها ليستقروا على ضفافه ويعتاشوا من " الزراعة " , فقد كان نهر النيل هو سبب ازدهار مصر وهو الذي انعش الزراعة على أراضيها وتربية الماشية منذ 10.000 سنة , وبعد ذلك انشأ الناس امارات على ضفاف نهر النيل وطوروا أنفسهم سريعاً وبدأوا ب " الصناعة " , و" التجارة " فيما بين هذه الامارات مما أدى الى تقوية العلاقات الاجتماعية فيما بينهم , ومن ثم نشأت فيها " الكتابة " بالطريقة الهيروغليفية , وأثر تطور الكتابة في مصر على التطور بشكل سريع , فانهم كانوا يكتبون كل شي عن حياتهم وعن ملوكهم وعن عقود السلام بينهم وبين الدول المجاورة , وكان أيضاً من ضمن كتباباتهم عن المحاكم والاخلاق وبعض المخطوطات الدينية , ومخطوطات الطب والهندسة والحساب , وحتى كانوا يكتبون الرسائل فيما بين افراد الاسرة والاصدقاء , ووضعوا نظام مستقل للكتابة لتنظيم اعمالهم الزراعية والتجارية مع المناطق المحيطة بهم , وتركوا من بعدهم بعض التخطيطات والنقوشات الجدارية وبعض المخططات على ورق البردى .
 وقد نجح المصريين القدامى باستخراج الثروات المعدنية من وادي النيل ومن الاراضي الصحراوية المحيطة به , وقد عرف المصريين القدامى كيفية استغلال فياضانات نهر النيل بري المزروعات والاراضي المجاورة للنهر .
 ووجد في مصر هياكل كثيرة للحيوانات والمواشي ووجد بعضها محفوظا في غرف من الطين وهذا يدل على انهم كانوا يعبدون البقر .
 وأما بالنسبة للفلك فقد أقام المصريين القدامى أقدم مرصد بالعالم , وقد أقاموا أيضاً الشواهد الحجرية وهي عبارة عن دائرة من الحجر اقيمت منذ 7000 سنة في صحراء مصر الجنوبية وكانت تستخدم لمراقبة النجوم وحركاتها , وكان لهم تقويمهم الخاص وكانوا يعتمدون على ملاحظتهم للشمس والنجوم ومواعيد فيضان نهر النيل كل عام .
واشتهر المصريين القدامي بالعديد من الاعمال الابداعية وعلى مستوى كبير مثل التحنيط والموسيقى والنحن والادب والرسم والعمارة والدراما , والحياة الدينية كانت لها صفات خاصة بهم مثل التعددية الالهية , وكان للبيئة دور مهم في التأثير على الفكر الديني والعبادات الفرعونية , وانهم اتخذوا للالهة اشكالاً بشرية وحيوانية , وقد قاموا بنحت القصص المؤلفة عن آلهتهم على جدران المعابد والمقابر وأكفان الموتى وتوابيت الموتى وورق البردى بالابعاد الثنائية .
 و" الأهرامات " وهي من أهم فنون العمارة المصرية القديمة والفرعونية وهي من عجائب الدنيا , والآهرامات هي عبارة عم مقابر لها اربعة جدران مثلثة تتلاقى في نقطة بالقمة , وكانت تمثل للمصريين القدامى التل البدائي وأصل الحياة أو تمثل أشعة الشمس القوية , وقد بنوا المصريين القدامى 100 هرم كقبور وبيوت راحة لحكامهم بعد الموت .
" المعابد " كانت مربعة الشكل باتجاه شرق غرب على خط شروق وغروب الشمس , لأنهم كانوا يعتقدون بأن المعبد يمكن أن يكون بيئة طبيعية لآلهتهم , ولهذا اهتموا ببنائه كثيراً .
 " حجر رشيد " هو من آثار المصريين القدامى المهمة , وقد اكتشف عام 1799 م خلال الحملة الفرنسية , وقد نقش حجر رشيد عام 196 ق.م وعلية ثلاثة لغات وهم : الهيروغليفية والديموطقية والاغريقية , وقد تصعب تفسير الكتابات على حجر رشيد لأن اللغتين الاولتين هم من اللغات الميتة , وقد فسر الكتابات العالم الفرنسي ( جيان فرانسوا شامبليون ) عام 1822م وفسرها عن طريق مقارنتها بالنصوص الاغريقية , وكان محتوى الكتابة على حجر رشيد تمجيد لفرعون مصر وانجازاته للكهنة وشعب مصر , والذي كتب هذه الكتابات هم الكهنة ليقرأه العامة من كبار المصررين والطبقة الحاكمة .
 من أهم المعالم والمواقع السياحية في مصر :
• منطقة الاهرامات : حيث تبعد عن قلب العاصمة 15 كم ، وتعد من أهم المزارات والمعالم السياحية في العالم .
 • هرم سقارة المدرج : حيث يمثل هرم سقارة مراحل تطور فن العمارة من شكل المصطبة الى اهرامات ذات الاضلاع المتساوية . • حلوان : حيث انها ضاحية تتميز وتشتهر بجمالها وبمياهها العذبة حيث أن حلوان تبعد عن القاهرة 32 كم وتتميز بوجود الحديقة اليابانية ومرصد حلوان ومتحف الشمع الذي تم اعتبارهم من أهم المزارات في حلوان .
 • القناطر الخيرية : حيث ان النيل يتفرع الى فرعين رشيد ودمياط من خلالها (منها) حيث اعتبرت مكان للنزهة بسبب وجود الحدائق الخضراء ووجود وتوفر الخدمات المتنوعة .




حضارة/مصر/القديمة